رواية الشيطان المتملك الجزء الثاني بقلم ياسمين عزيز
عارفاه لما بيحط حاجة في دماغه...
جميلة پحقد على چثتي انه يتجوز من ثاني... انت بس حطي عينيك في رأسك و راقبي كل تحركاته و تليفوناته لما يجيلك البيت و خلي الباقي عليا...و لما أكلمك إبقي ردي علي التلفون متبقيش تتجاهليني زي عوايدك...
نعمة بارتباك انا كنت فاكراكي بتهزري مكنتش فاكرة ان الحكاية فيها ربع مليون جنيه....
نعمة في ستين داهية ماهو عليا مرة مش حتفرق الثانية من الثالثة... انا بس عاوزة أأمن مستقبل بناتي مش عاوزة حد ثاني يدخل و يكوش على كل حاجة...
جميلة بتأكيد متقلقيش انت بس إعملي اللي قلتلك عليه و سيبي الباقي عليا و متنسيش تفتشي الدولاب علشان لو لقيتي فلوس هنا و الا هنا قوليلي... يلا فتك بعافية انا لازم أمشي زمان البنات وصلوا من المدرسة....
وقفت جميلة من مكانها و هي تلملم عبائتها باهتمام قائلة مفيش داعي حبقى أشربها مرة ثانية إنشاء الله.
اوصلتها نعمة إلى الباب ثم ودعتها و هي تشتمها في سرها و ټشتم زوجها و تتوعده بالاڼتقام منه قريبا.....
ليلا في فيلا شاهين...
بعد دقائق دلفت كاميليا المكتب بخطوات مرتجفة...لتجده يجلس على الاريكة و جسده إلى الأمام مستندا بذراعيه إلى ركبتيه واضعا رأسه بين كفيه..ظلت واقفة مكانها عدة دقائق بينما هو ظل على وضعيته تلك لم يتحرك إنشا واحدا... تنحنحت للمرة الثانية لتنجح أخيرا في جذب إنتباهه رفع رأسه إليها ليناظرها بعينين حمراوين من شدة الڠضب لتتراجع هي پخوف إلى الوراء دون وعي منها....
ما إن مالت بجسدها إلى الوراء إستعدادا للجلوس حتى فوجئت بقبضة
صړخت كاميليا پألم و هي تحدق به غير مصدقة لفعلته ليبادلها هو نظرات حاقدة قائلا بهدوء مريب من هنا و رايح لما اقلك أقعدي تقعدي هنا تحت رجلي و متتحركيش غير لما آمرك بكده..
ختم كلامه ثم مد يده إلى جيبه و عيناه لا تحيدان عن كاميليا التي ظلت جالسة في مكانها
بصمت تنظر متى سيسمح لها بالمغادرة...أخرج علبة مخملية باللون الأسود و رماها بجانبها مردفا داه علشانك إفتحيه...
الفصل الثالث عشر
صباحاأغلقت كاميليا باب غرفتها بأنفاس لاهثة متجاهلة نداءات والدتها القلقة عندما رأتها بتلك الهيئة و هي تركض مسرعة إلى داخل المنزل و كأن أحدهم يلاحقها....
استندت بظهرها على باب الغرفة و هي تمسح بكفها على صدرها فوق قلبها تهدئ من نبضاته التي كانت تتسابق بسرعة چنونية ليصل الى مسمعها صوت والدتها التي كانت تدق الباب دقات متواصلة...
الام بألحاح كاميليا افتحي الباب...قوليلي مالك... داخلة تجري كده ليه هو في حد كان بيجري وراكي و الا إيه.. كاميليا افتحي الباب... يابت...
إستجمعت كاميليا قواها المتبقية لتجيب والدتها بهدوء مضطرب مافيش ياماما... انا بس مستعجلة شوية علشان كدة كنت بجري... انا جيت من الفيلا على هنا علشان أغير هدومي و اروح الجامعة....
زفرت بارتياح و هي تسمع خطوات والدتها المبتعدة على الباب... تعلم أن والدتها لن تمرر الأمر على خير و ستظل تسألها مرارا و تكرارا لذلك وجب عليها ان تفكر في سبب مقنع تقوله لها.
مسحت وجهها بتعب و هي ترمي حقيبتها باهمال على السرير متجهة الى خزانتها الصغيرة لتخرج بعض الملابس البيتية لترتديها متناسية كذبها على والدتها بذهابها إلى الجامعة....
شهقت بفزع و هي تتذكر ذلك الخاتم الذي أعطاه لها شاهين لترمي الملابس على الأرض و تهرع إلى حقيبتها تفتحها بتوتر و هي تخرج العلبة المخملية..
قبضت عليها بكفها تعتصرها پخوف و هي تتذكر ما حدث البارحة.....
الخاتم داه ليكي....جهزي نفسك علشان حنتوجز آخر الأسبوع داه.
توسعت عيناها بړعب و هي تشعر بتوقف العالم
من حولها...حدقت فيه غير مصدقة لما تسمعه منه
ليكمل الاخر ببرود متلف للاعصاب و كأنه يعقد إحدى صفقاتهفي المقابل انا حديكي عشر مليون جنيه... تقدري تساعدي بيهم عيلتك و تخرجهم من الفقر الي هما عايشينه... و تأمني مستقبل أخواتك انت اكيد مش عاوزاهم يكونوا زيك لما يكبروا...بتشتغلي ليل نهار علشان شوية ملاليم يدوب مكفية مصاريف دراستك... وترحمي أبوكي العيان من الشغل... انت عارفة ان مريض بالقلب و كل يوم حالته بتدهور أكثر خاصة انه مش بتعالج و لا بيأخذ دواء...عشان مش معاه فلوس .
ضغط شاهين على كلماته الأخيرة و هو يرمقها بتحدي لتنزل كاميليا عيناها التي امتلئت بدموعها.. كل مايقوله صحيح... هو يعرف عنها كل شي... و يدرك حياتها الفقيرة البائسة و يقدم لها فرصة ذهبية لتخلص عائلتها من معاناتها...
واصل شاهين حديثه ليقطع عليها سيل أفكارها انا طبعا مكنتش عاوز أتجوز واحدة فقيرة زيك... مش عاوز أعيد غلطتي مرتين بس أنا مظطر علشان فادي متعلق بيكي جدا و انا مش عاوزه يمر بأزمة نفسية زي السنة اللي فاتت...يعني انت هنا عشان اوس و بس و انا في المقابل حديكي الفلوس اللي قلتلك عليها و ممكن أديكي أكثر لو عاوزة .
إبتلعت كاميليا ريقها بصعوبة و هي