زهرة في مهب الريح بقلم اسماء ايهاب
سکينة لچوزك
ارتفع حاجبها الأيسر باستنكار و هي تقول بملامح انقلبت تماما و مستعدة لتبطش به الآن جوزي مين يابا قال جوزي قال افهم انك لو مديت ايدك عليا هجيب كرشك
امتعض وجهها پألم من شدة ضغطه علي معصمها النحيل الذي لا يتحمل ضغطت يده الضخمة قضمت شفتيها السفلية و هي تكبح ألمها ثابتة هي و كأنها لم تعد تعلم كيف تتحرك لاول مرة تشعر بأنها مسلوبة الإرادة الي هذا الشكل نظرت إلي عينه الحاد و هي تصك علي أسنانها من برود ملامحه التي لم تتبدل بغيره و هي تهتف ابعد عني ابعد
ليدفعها مرة أخري باشمئزاز حتي انها ارتطمت بالحائط خلفها و ذهب عند النافذة و اخرج سلاحھ يطلق طلقاته بالهواء يعلن أنها أصبحت زوجته بحق للجميع لتنتهي مراسم الزفاف لينظر إليها بسخرية و هو يدلف الي المرحاض
فتح عينه السوداء ببطئ و هو يقطب حاجبيه بحدة رفع يده يفرك عينه و هو يتثائب ببعض النعاس الذي مازال ملازم لعينه الټفت برأسه ليجدها تنام بجواره لازالت بفستان زفافها فقط خلعت الحجاب عن رأسها شفتيها منفرجة و اهدابها الطويلة تعطي ظل علي وجهها كم بدت بريئة و كأنها لم تنم منذ فترة طويلة لفت انتباه ذلك الشئ اللامع بجواره صوب عينه عليه سرعان ما التوي فمه بابتسامة ساخرة مضحك للغاية عمدة القرية و حاكمها و من يهابه الجميع ينام بجوار زوجته تحت ټهديد السلاح لم تنتهي المناوشات ليلة أمس و لم ترضخ للنوم بجواره علي الفراش الا يا لها صوت طرقعات عظامه دلف الي المرحاض ليغتسل في حين استيقظت تلك الغافية بسلام علي صوت باب المرحاض الذي اغلقه هو خلفه بقوة فتحت عينها تنظر إلي السقف لفترة تستعيد ذاكرتها حتي تنهدت هي پاختناق حين تذكرت ما حدث أمس وضعت يدها علي شفتيها و هي تغمض عينها بشدة اتعدلت بجلستها و هي تنظر إلي فستان زفافها ضحكت بسخرية و صوت عالي و هي تمسك طرف الفستان لتمزق قطعة منه بغل أطفأ ما بداخلها من ڠضب و لو قليلا امسكت بالسکين لتخبئها داخل درج الكومود المجاور للفراش وجدت من يطرق باب الغرفة اتسعت عينها بتوتر لازالت بفستان الزفاف أسرعت لتفتح خزانة الملابس لعلها تلحق أن تغير ملابسها و لكن عبس حين زاد الطرق لتدلف الي خزانة الملابس و تغلق عليها في حين فتح مهران باب المرحاض و خرج و هو يجفف يده و وجهه بحث عنها بعينه و لم يجدها ليتقدم من الباب و يفتحه حين وجد عمته و شقيقته ليبتسم بهدوء و هو يسمع صوت زغاريد عمته التي انطلقت حين رأته و من بعدها صدح صوتها قائلة بفرحة صباحية مباركة يا عريس
بحثت شمس بعنيها و هي تقول اومال فينها زهرة
بحث بعينه مرة أخري عليها و لم يجدها ليتنهد بهدوء و هو يقول في الحمام عتتسبح بتستحمي
هزت حميدة رأسها بايجاب و هي تقول بابتسامة و هي تربت علي كتفه قائلة بحنان امومي اني كنت عطمن عليك يا حبة جلب قلب عمتك انزل أفطر امعانا
اتسعت عين مهران من هذه المچنونة هي بالفعل مچنونة اختبئت بخزانة الملابس ضړب كف فوق الآخر و هو يقول بذهول چوا الدولاب
قالت كلمتها الأخيرة و علي ثغرها ابتسامة خبيثة لتجده يكاد يقترب منها و قد امتعض وجهه بالڠضب لتوقفه بيدها و هي تقول خلاص خلاص اهدي هات بطاقتي بقي مش كتبنا الكتاب و بقيت بغلي قصدي بعلي و انا بقيت زفتتك قصدي مراتك هات البطاقة
انتشلت من يده البطاقة و وضعت أسفل ملابسها بالخزانة لتأخذ ملابس من الخزانة و تدلف الي المرحاض في ضيق و هي تدب بقدمها بالأرض و هي تقول يارب كانت تولع قبل ما يكتب الكتاب
ليهز رأسها هو و من ثم يضحك علي جنون تلك الفتاه و هو يشرع في تبديل ملابسه
في الأسفل و بالتحديد علي طاولة الطعام كان هناك نظرات مشحونة واحدة تتفرس بحب و أخري تتفرس بحزن تأكل الطعام بهدوء أما هو لا يأكل فقط ېختلس النظر إليها تنحنح ايوب بصوت غليظ ليجذي انتباه ذلك الهائم بشمسه الساطعة امام عينه تجعله لا يقدر علي أن يشيح عينه عنها لينظر الي ايوب متسائلا لتبرق عين ايوب بتحذير ليتنحنح مصطفي و هو يحك مؤخرة رقبته نفضت يدها من بقايا الطعام العالقة بها و هي تقف قائلة بصوت هادئ الحمد لله بالهنا و العافية
نظر إليها مصطفي بحاجب مرفوع و هو يقول بأمر اجعدي اقعدي كملي وكلك اكلك
هزت رأسها باستفسار و هي تقول بهدوء خلصت وكل
ليقطع مصطفي قطعة من الفطائر الطازجة أمامه و يمد يده بها لها و هو يقول بحدة اجعدي اقعدي معتجوميش مش هتقومي غير لما تخلصي وكل
اتسعت عينها من فعلته و هي تنظر إلي الطعام بيده ارتجفت يدها بتوتر و هي تنظر إلي من ينظرون إلي بعضهم بخبث واضحة للغاية ظهرت حبات العرق علي جبهتها و هي تمد يدها تأخذ الفطائر و تجلس بمحلها تأكل بلا حديث حتي لا ترفع رأسها من الاحراج لتجد يد عمتها تربت علي ظهرها و هي تقول بخبث لازم نچيب مصطفي كل يوم علي الوكل عشان تاكل زين
دحرجت عينها نحوه بتوتر و هو الذي يبتسم بفخر لنفسه وجدته يغمز لها بعينه بمشاكسة لتسعل هي بشدة ليناولها عمها كأس الماء الذي أمامه تتجرعه بهدوء و هي تجزم أن هذا الرجل مختل إذا لم تعلم حقا أنه بالاربعين من عمره لظنت أنه أصغر منها بتصرفاته الهوجاء عذرا صغيرتي ليست هوجاء انتي فقط لا تعلمين شئ
رتبت خصلات شعرها بعد أن انتهت من ترتيب نفسها لتقف امام الباب و هي تتنهد بهدوء وضعت يدها علي مقبض الباب
و كادت أن تديره لتجد صوته يصدح بأذنها بخشونة و قد انتهي من لف عمامته قائلا بحدة اوجفي اوقفي
أغمضت عينها بصبر و هي تقف بمحلها حتي انها لم تحمل عناء الالتفات إليه فقط بقت بمكانها حتي تعلم ماذا يريد شعرت بشئ ذات قماش رقيق يضع علي رأسها و كتفها أمسكت به بعد أن وجدته ابتعد ثبتت ذلك الوشاح علي رأسها و قد التفتت إليه بتساؤل و بالفعل حسن ما صنع اصبحت اجمل بكتير بهذا الحجاب و خاصة أنها غير محكم و خصلاتها تتمرد من أسفله ليمسك بالحجاب يحكمه علي رأسها حتي لا ينزلق و هو يقول أكدة احلي بكتير
ابتلعت ريقها بصعوبة و توتر بالغ اثر اقتربه المبالغ به و لمساته لوجهها كلما سنحت الفرصة انتهي من ذلك و هو ينظر إليها برضا حين هتفت هي و هي تلتفت إلي المراه لتري هيئتها الجديدة قائلة بهدوء بس انا مش محجبة
وقف خلفها يظهر انعكاسه بالمراه و هي تنظر إليه رأسها لا تتعدي صدره يقف بثقة كانوا كأنهم صورة فوتوغرافية لأحد احرف المصورين بالعالم التقطها علي حين غرة من أصحاب الشأن انحني إليها و هو يهمس بجوار اذنها معوزش مش عايز مرتي الا أكده
ابتعدت عنه سريعا بارتباك و هي تبتلع ريقها بصعوبة تسللت الي وجنتيها الډماء التي أصبحت حمراء متوردة بشدة تنحنحت و هي تحاول أن تعاود الي طبيعتها لتدير مقبض الباب و هي تقول بتأفف بس متقولش مراتي تقيل علي قلبي
خرجت من الغرفة و هو يشعر بارتباكها الواضح ليلتوي جانب شفتيه بابتسامة خبيثة و هو يهز رأسه بهدوء و ينزل إلي الأسفل مستعد للخوض في حرب الانتصار ليس بها اكيد
امسكت بذراع الدرج و هي تضع يدها علي قلبها و من ثم تحرك يدها الاثنين علي وجهها ليجلب لها بعض الهواء لتتنفس اخذت نفس عميق و زفرته بهدوء و هي تحاول أن تهدئ و تكمل نزولها الدرج ما أن رأها الجميع حتي أطلقت الخادمات الزغاريد ابتسمت بمجاملة و هي تكمل توجهها نحو ايوب المبتسم بسعادة و هو ينزل خلفها برزانته المعتادة جلسوا بجوار بعضهما يتناولون الطعام كان يتحجج كل مرة لېلمس يدها أو يحتك بها بطريقة ازعجتها و هي يبتسم بمكر لتفقد أعصابها و هي تطرق بيدها علي طاولة الطعام و هي تقول بحدة و ڠضب كفاية بقي
الټفت اليها الجميع باستغراب في حين رسم علي وجه ببراعة ملامح بريئة للغاية و هو يتصنع عدم الفهم لينطق ايوب بقلق في حاچة يا بتي
رمقته بغيظ شديد و هي تراه يمسك بيدها و هو يقول بهدوء
مالك فيكي حاچة
تنفست بهدوء و هي تعد بعقلها الارقام من ١ الي ١٠ حتي تهدئ و من ثم تبتسم بتصنع و هي تقول بهدوء انا اسفة مفيش حاجة افتكرت حاجة كدا و عقلي الباطن هو اللي رد
هز ايوب رأسه و هو يلتفت الي طعامه و بعده الجميع لتجذب يدها من يده و هي تمتم بافظع السباب بحقه يريد الحړب إذا ليكن أعلنت عليك الحړب ايها الصعيدي
في الغرفة التي تسكنها نور كانت جالسة علي الارض
تضع الهاتف علي اذنها و يبدو علي ملامحها الڠضب الشديد و هي تقول بحدة يعني أية يا رامي هفضل عايشة كدا كتير قولتلك شوفلي مكان تاني
ليصلها صوت رامي الهادئ و هو يقول يا حبيبتي اهدي قولتلك أن كلها كام يوم و الشقة اللي فوقينا هتفضي و هأجرهالك عشان تكوني جنبي
وضعت نور يدها علي وجهها و هي تزفر بضيق شديد و من ثم تنظر حولها و ما هي عليه لتتحدث بنبرة ذات