السبت 21 ديسمبر 2024

زهرة في مهب الريح بقلم اسماء ايهاب

انت في الصفحة 3 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز

عادت نظرة الحزن تخيم بعينه مشكلة سحب سوداء تغطي سماء عينه و تعلمه أن هناك مطر قريب ليجد صوت مصطفي ابن شقيقته عميق قائلا اصباح الخير يا خال
هز ايوب رأسه بهدوء مرحبا بشبح ابتسامة و هو يقول اصباح الخير يا ولدي
حاوطت نظراته القصر كاملا باحثا عن ملاذه الوحيد بهذا المنزل و لكنه تنهد بصبر و هو لم يجد أحد بالجوار 
وقف ايوب يتكأ علي عصاه يخطو نحو مائدة الطعام يترأسها و هو يقول زمناته عن أمه عيصبح عليها
هز مصطفي رأسه و هو يجلس علي احد المقعد منتظر أن يروي ظمأ عينه التي تريد الارتواء بلقي الحبيب
في الاعلي انتهت شمس من إطعام والدتها التي يجلس بجوارها مهران و كأنه طفل صغير متعلق بها يروي لها اي شئ و كل شئ يضحك من قلبه في غرفة والدته بجوارها رغم عجزها عن الحديث إلا أن ابتسامتها تغنيه عن أي شئ اخر عندما يجدها تتسطح هكذا بلا حراك يكره ذلك الملقب ب والده أكثر و أكثر حتي وصل إلي حد أقصي من الكراهية رتب الوسادة خلف والدته حتي ترتاح بنومها ليقبل جبهتها و هو يقول اني نازل دلوچ يامي و عروح علي مصر و هرچع الليلة أن شاء الله
التمعت عين والدته ببريق سعادة لترمش باهدابها عدة مرات دليلا علي موافقتها لحديثه فهي اللغة الوحيدة التي
خرجوا سويا الي الأسفل تضحك شمس مع شقيقها و تشاكسه حتي وصلوا الي الدرج حين وقعت عينها علي من تتعذب بالليلة حتي يأتي النوم الي جفنيها و هي تفكر به ابتسمت بسعادة داخليه لتركض علي الدرج خلف شقيقها حتي وصلت لمائدة الطعام دق قلبه پعنف حين صوت صوت ضحكاتها ليبتسم تلقائيا علي ضحكتها الټفت برأسه اليها ليجدها تركض علي الدرج بمرح عينه تقول الكثير لكن غير قادر علي البوح صغيرة هي كثيرا بالنسبة له عمرها فقط عشرين عاما الفرق بينهم عشرين عاما يحمد الله بداخله انها لا تدعو ب عمي وضع مهران يده علي كتفه و هو يجلس بالمقعد المجاور له و هو يقول مليح انك چيت اني هدله علي مصر و انت رايدك اهناه عشان مشكلة عيلة الحميدية
هز مصطفي رأسه بهدوء و هو يراقب جلوسها ليبتهج وجهه و هو يتحدث موجها إليها الحديث بابتسامة واسعة كيفك يا شمش
ابتسمت بخجل و هي تسمع صوته ينطق باسمها بصوت اجش خشن لتقول بخفوت أن شاء الله تسلم يا مصطفي
صوت تنحنح خشن يأتي من خلفهم اغمض مهران عينه بعصبية شديدة أنه يعلم ذلك الصوت ما هو إلا حمدان و بالفعل جلس حمدان أمامه مباشرة و هذا ما اغاظ مهران بشدة افترست عينه ملامح حمدان و هو يجلس ببرود و يتحدث بالتحية للجميع ليرفع كوب الشاي علي فمه يتجرع منه عدة رشفات و من ثم ينتفض واقفا و هو يقول اني ماشي بجي يا عمي
ليصدح صوت حمدان متسائلا و هو يقول رايح فين يا ولدي
تجاهله مهران تماما و هو ينظر إلي شقيقته قائلا بهدوء اني مستعچل يا شمش رايدة حاچة يا خيتي
ابتسمت شمس بحنان و هو تذهب لتقف امامه تربت علي كتفه و هي تقول يچعلك بكل خطوة سلامة يا نضري
قبل جبهتها بحب ليخرج متوجها إلي القاهرة و هي تقف علي باب القصر لتودعه حتي ذهب من أمامها تطلعت الي الأجواء حولها منذ مدة طويلة و هي لم تخرج أبدا متلزمة المنزل بجوار والدتها حتي لا تحتاج اي شئ من أحد آخر غيرها و الا شعرت هي بتأنيب الضمير لكن بالفعل الاجواء بالخارج رائعة تريد فقط استنشاق بعض الهواء زجرت نفسها پعنف علي تفكيرها بالخروج و ترك والدتها وحيدة تأففت بضيق من نفسها لتسمع صوته يصدح خلفها پغضب شمش
تقدم اليها بخطوات غاضبة و هو يحمل طرف جلبابه ليرفع يده ليغلق الباب خلفها پعنف و هو يلقيها بنظرات حاړقة تأملت هي هيئته الجديدة عليها و لكنه لازال وسيم فهو يمتلك بشړة برونزية مميزة عين سوداء و لكنها محاطه بسواد من صنع الرحمان عينه كحيلة جذابة اطول من شقيقها بقليل و يمتلك جسد بنفس مواصفات شقيقها لا يظهر علي ملامحه ما تخبئه الشعرات البيضاء من سنوات شاربه و لحيته الطويلة بعض الشئ 
نظرت إليه بتعجب شديد و قد عقدت ما بين حاجبيه و هي تقول بعدم فهم و دي فيها أية الچو برا حلو جوي
نظر إليها بغيظ اجابتها مختصرة و بلا مبالاه ليتنهد بضيق و هو يهدر قائلا پغضب و الغفر اللي برا دول انتي مهتستريحيش الا لما تچلطيني
امتعض وجهها بالحزن ماذا فعلت لينفعل عليها كل هذا لم تفعل شئ أبدا فقط تطلعت الي الخارج قليلا لقد ضجرت من الداخل و الأجواء المشحونة دائما بين والدها و مهران شقيقها نظرت إلي الأسفل بحزن و هي تهمس و اني عملت أية
بس يا مصطفي
رفع سبابته أمامها يهزها بتحذير و هو يقول بحدة معتوجفيش الواجفة دي تاني سمعاني مليح يا شمش
زمت شفتيها بضيق و هي تهمس بهدوء سمعاك يا مصطفي
كادت أن تذهب من امامه ما أن مرت بجواره حتي أغلقت عينه و دقت قلبها تسارعت و كأنها علي وشك الإصابة بنوبة قلبية مفاجئة من أثر همسته معيزش حد ينضرك واصل
انتهي من كلمته لتتسع هي عينها بدهشة و تلتفت برأسها إليه تهز رأسها باستفهام ليكمل هو حديثه بهدوء أصابها في مقټل عغير عليكي اني يا شمش
كست الحمرة وجنتيها بشدة و التهب جسدها بحرارة شديدة تشعل جوارحها و ثقل تنفسها رفع عينه إليها يتأملها قليلا و من ثم رفع يده إلي خصلات شعره البيضاء و هو يقول بنبرة يكسوها الحزن الشديد 
شعرت بدوار يداهم روحها تشعر بالسواد يخيم علي كل شئ حولها ما عدا صورته لتنتبه الي نفسها قبل أن تسقط مغشي عليها لتركض سريعا الي الاعلي و تشعر بجسدها ينتفض بخضة من ما حدث أما هو فعدل من عمامته و نظر إلي الأسفل بحزن عميق و من ثم فتح الباب و خرج من المنزل
دلفت الي غرفة والدتها كالاعصار أغلقت الباب لتقف خلفه و تضع يدها علي قلبها تحاول أن تتنفس بانتظام و هي تجد معالم القلق علي وجه والدتها لتذهب و تتسطح بجوارها ټحتضنها بشدة و هي تقول بحزن جالي أنه عيحبني ياما و حديته معناه أنه شايف أنه كبير عليا
رفعت رأسها الي والدتها و قد التمعت الدموع بعينها و هي تقول مين جاله بس اني فارج فارق معايا شعره لبيض دا ياما
في منزل قديم متهالك في أحدي المناطق الشعبية فتحت تلك المسكينة المتكورة علي الارض عينها البنية كالشكولاته الساخنة تتنهد بارهاق و هو واضح علي وجهها لتجلس و هي تمرر يدها على وجهها لتستفيق تلك محفورة بوجنتها حين تتحدث أو تضحك تدعي زهرة أمسكت بقطعة قماش من القطن كانت بجوارها علي الارض لتضعه علي رأسها تغطي شعرها المجعد لتقف و تبحث بعنيها عن شريكتها بالمنزل و لم تجدها ليمتعض وجهها باشمئزاز و هي تعلم اين ذهبت و ربما منذ البارحة لم تعد الي المنزل أمسكت بزجاجة من الفخار لتذهب الي الحوض و تغتسل بما موجود من ماء بهذه الزجاجة لعدم توفير حتي الماء بهذه المنزل مسحت يدها بملابسها الرثة التي كانت معظمها ممزق و الآخر متأكل سمعت صوت معدتها التي تصدر صوت قوي تنذرها انها بحاجة إلي الطعام الآن ابتسمت بسخرية و هي تقول بصوت عالي و اجبلك منين دلوقتي مفيش و لو لقمة عيش في البيت
تقدمت من زاوية تلك الغرفة المسماه بالشقة و التي هي مجبرة علي دفع ايجارها باهظ الثمن بالنسبة لها لتجد اي حجر لتختبئ به من ظلام الطرقات و برودة الشوارع لتحمل صندوق ل مسح الاحذية و تفتح باب الشقة و هي تقول يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم انت اللي القوي يارب
مرت ساعات و هي تجلس بين الحين و الآخر بأماكن مختلفة و اكثرها أمام المقاهي و هي تدلل علي مهنتها و هي تصد كل كلمة تلقي لها أو عليها بشراسة نظر صاحب القهوة الي من تلقي السباب بقهوته و تتحدث بقوة مع زبائنه هو لن يخسر زبون واحد من اجل تلك الفتاه ليسير الي العامل بالقهوة ليذهب إليه الآخر و هو يقول بطاعة اؤامرك يا معلمي
سحب الرجل أنفاسه من دخان الفحم بالشيشة و هو يقول بحدة مشي يالا البت دي من هنا جاية تسترزق و لا تجر شكل دي
هز الآخر رأسه بطاعة و هو يقول سريعا حاضر يا معلمي هوا
ذهب ذلك الشاب يقف أمام زهرة لينظر إليها باحتقار و هو يقول بحدة قومي يا بت غوري من هنا انت هتعملي فيها مديرة بنك انتي جاية هنا يا حيلتها تمسحي جذم اسيادك
وقفت زهرة بعد أن كانت منحنية تمسح لأحد زبائن القهوة حذاءه لتنظر إلي ذلك الشاب بحاجب مرفوع بشراسة و هي تقول بصوت عالي انت بتقول أية يالا كدا سمعني تاني
امسك الشاب بالصندوق و ألقاه خارج القهوة و هو يقول بقولك غوري من هنا يا روح امك احنا مش ناقصين بلاوي
حركت رقبتها لتصدر صوت مسموع لتمد يدها الي جيب بنطالها و تخرج منها سلاح أبيض حاد النصل صغير الحجم ما يسمي ب مطواه لتشهرها امامه و هي تقول پغضب دا انت هيطلع عين امك النهاردة دا انا مش هخلي الدكتور يعرف يخيط فيك غرزة
تراجع الشاب الي الخلف قليلا بزعر و هو يراها تلوح أمام وجهه بسلاحھا و لا تمزح في مقتله ابدأ ليقف صاحب القهوة و هو يصيح بدهشة انتي مچنونة يا بت
لتوجه بصرها نحوه و قد أطلقت عينها شرارات ڠضب عارم لتشهر بوجه سلاحھا و هي تهدر بعصبية أيوة انا مچنونة و معايا شهادة معاملة اطفال و لو قټلته دلوقتي مخودش فيه ساعة واحدة
القي صاحب القهوة مبسم الشيشة پعنف من يده و هو يتقدم منها بشړ و يتحدث إليها و هو يشير إلي الخارج برا يا بت من هنا ناقصين واحد زيك انتي كمان يتك القرف
كان داخل السيارة المخصص له بالقاهرة يذهب الي منطقة سكنية بسيطة يرتاح بها حين يكون بالقاهرة رغم أنها منطقة قديمة و غير مريحة للاخرين إلا أنه لم يرتاح بأي منطقة
سوي بها تنهد بارتياح و هو يغلق مجلد الاوراق بيده
لقد انتهي من مراجعة ذلك المشروع جيدا يود الا يخسر

انت في الصفحة 3 من 48 صفحات